الْحَيَاءُ

الْحَيَاءُ


الفقه التربية والسلوك العقيدة
خُلُقٌ يَبْعَثُ صاحبه عَلَى اجْتِنَابِ الْقَبِيحِ مِنَ الأْفْعَال، وَالأْقْوَال . ومن أمثلته استحياء المرأة حال استئذانها في النكاح . وأَخْذُ مَال الْغَيْرِ بِسَبَبِ الْحَيَاءِ، أو تركه بسببه . ومن شواهده قوله تَعَالَى : ﱫﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﱪ القصص :25، ومر رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - على رجل من الأنصار، وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : "دعه؛ فإن الحياء من الإيمان ." البخاري :24
انظر : الذخيرة للقرافي، 13/334، الإنصاف للمرداوي، 8/66، آداب النفوس للمحاسبي، ص :150، التعريفات للجرجاني، ص : 126
هذا المصطلح مرادف لـ الخجل

المعنى الاصطلاحي :


تَغَيُّرٌ في النَّفْسِ بِسَبَبِ تَعْظِيمٍ ونَحْوِهِ يَمْنَعُها مِن فِعْلِ شَيْءٍ، أو تَرْكِهِ؛ حَذَراً مِن اللَّوْمِ أو الذَّمِّ.

الشرح المختصر :


الحَياءُ خُلُقٌ جَلِيلٌ وصِفَةٌ كَرِيمَةٌ تَبْعَثُ الإنسانَ على فِعْلِ الحَسَنِ واجْتِنابِ القَبِيحِ مِن الأَقْوالِ والأَفْعالِ والأَخْلاقِ، ويَمْنَعُ مِن التَّقْصِيرِ في حَقِّ الغَيْرِ، وهو على نَوْعَيْنِ: الأَوَّلُ: نَفْسانِيٌّ أو جِبِلِيٌّ، وهو الذي خَلَقَهُ اللهُ تعالى في النُّفُوس كُلِّها، كالحَياءِ عن كَشْفِ العَوْرَةِ، والجِماع بِحُضُور النَّاسِ، ونحوِ ذلك. الثَّانِي: إِيمانِيٌّ أو كَسْبِيٌّ، وهو ما يمْنَع المُؤْمِنَ مِن فِعْلِ المَعاصِي، أو تَرْكِ الطَّاعاتِ خَوْفاً مِن اللهِ تعالى. ويُقَسِّمُ العُلَماءُ الحَياءَ أيضًا إلى ثَلاثَةِ أَقْسامٍ: 1- حَياءٌ مِن اللهِ، ويكون بِامْتِثالِ أَوامِرِهِ واحتِنابِ نَواهِيهِ. 2- حَياءٌ مِن النّفْسِ، ويكون بِالعِفَّةِ، وكِبَرِ الهِمَّةِ، وصِيانةِ النَّفْسِ في الخَلَواتِ. 3- حَياءٌ مِن غَيْرِهِما: وهو الحَياءُ مِن سائِرِ المَخْلوقاتِ، ويكون بِكَفِّ الأَذَى عنهم، وتَرْكِ المُجاهَرَةِ بِالقَبائِحِ في حُضُورِهِم. والحَياءُ إن كان بِسَبِب احْتِرامٍ أو إِجْلالٍ دون تَرْكٍ لِأَمْرٍ شَرْعِيٍّ؛ فهو حَسَنٌ مَحْمودٌ، وإن كان مَعَهُ تَرْكٌ لِأَمْرٍ مَشْرُوعٍ، كَتَرْكِ طَلَبِ العِلْمِ، أو عَدَمِ النَّهْيِ عن المُنْكَرِ؛ فهو خَجَلٌ قَبِيحٌ مَذْمُومٌ، وإن سَمَّاهُ بعْضُهُم حَياءً؛ لأنَّ الحَياءَ كُلَّهُ خَيْرٌ.

التعريف اللغوي :


الحَياءُ: الحِشْمَةُ، يُقال: حَيِيَ مِنْهُ، واسْتَحيا، حَياءً واسْتِحْياءً، فهو حَيِيٌّ، أي: حَشِمَ واحْتَشمَ. وضِدُّه: الوَقاحَةُ والجُرْأَةُ. وأَصْلُه مِن الحَياةِ التي هي خِلافُ المَوْتِ. ويأْتي الحَياءُ بِمعنى الانْقِباضِ والانْصِرافِ، فيُقال: تَحَيَّا مِنْهُ فُلانٌ، واسْتَحْيا، أي: انْصَرَفَ وانْقَبَضَ. ومِن مَعانِيه أيضًا: الخَجَلُ والهَيْبَةُ والتَّوْبَةُ.

التعريف اللغوي المختصر :


الحَياءُ: الحِشْمَةُ، وضِدُّه: الوَقاحَةُ والجُرْأَةُ، وأَصْلُه مِن الحَياةِ التي هي خِلافُ المَوْتِ.

إطلاقات المصطلح :


يَرِد مُصْطلَح (حَياء) في مَواطِنَ كَثِيرَةٍ مِن الأَخْلاقِ، منها: باب: تَزْكِيَة النُّفُوسِ، وباب: آداب طَلَبِ العِلِم، وباب: آداب الأُخُوَّةِ والصُّحْبَةِ، وغَيْر ذلك.

جذر الكلمة :


حيا

المراجع :


العين : (3/317) - الفروق اللغوية : (ص 212) - المحكم والمحيط الأعظم : (3/399) - التعريفات للجرجاني : (ص 94) - معجم مقاليد العلوم في التعريفات والرسوم : (ص 205) - الآداب الشرعية والمنح المرعية : (2/227) - الكليات : (ص 404) - فتح الباري شرح صحيح البخاري : (1/52) - مدارج السالكين : (2/250) - فتح الباري شرح صحيح البخاري : (1/157) - شرح رياض الصالحين لابن عثيمين : (5/535) - مختار الصحاح : (ص 86) - لسان العرب : (14/217) - تاج العروس : (37/511) - دستور العلماء : (2/48) -