البحث

عبارات مقترحة:

العظيم

كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...

المؤخر

كلمة (المؤخِّر) في اللغة اسم فاعل من التأخير، وهو نقيض التقديم،...

المحسن

كلمة (المحسن) في اللغة اسم فاعل من الإحسان، وهو إما بمعنى إحسان...

أهل السنة والجماعة

الأهداف

أن يتعرف على نسبة أهل السُّنة. أن يستدلَّ على أصول أهل السُّنة. أن يشعر بالانتماء إلى أهل السنة. أن يلتزم بنهج أهل السنة في حياته.

لماذا الحديث عنه

لكون منهجهم امتدادًا لمنهج الصحابة والتابعين. لكونهم الفرقة الناجية التي يجب على كل مسلم أن يتبعها.

المادة الأساسية

(أهل السُّنة والجماعة): هم الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة الذين أخبر النبي عنهم بأنهم يسيرون على طريقته وطريقة أصحابه الكرام دون انحراف؛ فهم أهل الإسلام المتبِعون للكتاب والسُّنة، المجانبون لطرق أهل الضلال والغواية، قال : «إنَّ بني إسرائيلَ افترقوا على إحدى وسبعين فرقةً، وتفترق أُمَّتي على ثلاث وسبعين فرقةً، كلُّها في النارِ إلَّا واحدةً» فقيلَ له : ما الواحدة؟ قال : «ما أنا عليه اليومَ وأصحابي» [الترمذي : 2641].
(سبب التسمية): سُمُّوا "أهل السُّنة " لاستمساكهم واتباعهم سُنة النبي ، وسُمُّوا بالجماعة؛ لقوله في إحدى روايات الحديث السابق : "هُمُ الجماعةُ "؛ ولأنهم جماعة الإسلام الذين اجتمعوا على الحق ولم يتفرَّقوا في الدِّين، وتابعوا منهج أئمة الحق، ولم يخرجوا عليه في أي أمر من أمور العقيدة، وهم أهل الأثر، أو أهل الحديث، والطائفة المنصورة، أو الفرقة الناجية.
(أصول عقيدة أهل السُّنة والجماعة، ومصادر التَّلَقِّي عندهم): هي أصول الإسلام، عقيدة صحيحة بلا فِرَق ولا طرق، ولذلك فإن قواعد وأصول أهل السُّنة والجماعة في مجال التَّلَقِّي والاستدلال تتمثَّل في الآتي : كل ما ورد في القرآن الكريم هو شرع للمسلمين، وكل ما صَحَّ من سُنة رسول الله وجب قَبوله، وإنْ كان آحادًا. ـ المرجع في فهم الكتاب والسُّنة هي النصوص التي تُبَيِّنهما، وفهم السلف الصالح، ومَن سار على منهجهم. ـ أصول الدين كلها قد بيَّنها النبي ، فليس لأحد تحت أي ستار أن يُحدِث شيئًا في الدِّين زاعمًا أنه منه. ـ التسليم لله ولرسوله ظاهرًا وباطنًا، فلا يُعارَض شيء من الكتاب أو السُّنة الصحيحة بقياس، ولا ذوق، ولا كشفٍ مزعوم، ولا قول شيخ موهوم، ولا إمام، ولا غير ذلك. ـ العقل الصريح موافق للنقل الصحيح، ولا تعارُضَ قطعيًّا بينهما، وعند توهُّم التعارض، يُقدَّم النقل على العقل. ـ يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة، وتجنُّب الألفاظ البِدْعية.
ـ العصمة ثابتة لرسول الله ، والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلالة، أما آحادها فلا عصمةَ لأحد منهم، والمرجع عند الخلاف يكون للكتاب والسُّنة مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة. ـ الرؤيا الصالحة حق، وهي جزء من النبوة، والفِراسة الصادقة حق، وهي كرامات ومبشِّرات -بشرط موافقتها للشرع - غير أنها ليست مصدرًا للعقيدة ولا للتشريع. ـ المراء في الدين مذموم، والمجادلة بالحسنى مشروعة، ولا يجوز الخوض فيما صح النهي عن الخوض فيه. ـ يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد، ولا ترد البدعة ببدعة، ولا يقابل الغلو بالتفريط، ولا العكس. ـ كل محدَثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
ـ (التوحيد العملي الاعتقادي): الأصل في أسماء الله وصفاته : إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه، أو أثبته له رسول الله من غير تمثيل؛ ولا تكييف؛ ونفي ما نفاه الله تعالى عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله من غير تحريف ولا تعطيل، كما قال تعالى : ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى : 11]، مع الإيمان بمعاني ألفاظ النصوص، وما دلَّت عليه. ـ الإيمان بالملائكة الكرام إجمالًا، وأما تفصيلًا، فبما صحَّ به الدَّليل من أسمائهم وصفاتهم، وأعمالهم بحسب علم المكلَّف. ـ الإيمان بالكتب المنزَّلة جميعها، وأن القرآن الكريم أفضلها، وناسخها، وأن ما قبله طرأ عليه التحريف، وأنه لذلك يجب اتباعه دون ما سبقه. ـ الإيمان بأنبياء الله، ورسله -صلوات الله وسلامه عليهم - وأنهم أفضل ممن سواهم من البشر، ومَن زعم غير ذلك فقد كفر. ـ الإيمان بانقطاع الوحي بعد محمد ، وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، ومَن اعتقد خلاف ذلك كَفَر. ـ الإيمان باليوم الآخر، وكل ما صح فيه من الأخبار، وبما يتقدمه من العلامات والأشراط.
ـ الإيمان بالقدر، خيره وشره من الله تعالى، وذلك : بالإيمان بأن الله تعالى علم ما يكون قبل أن يكون، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون إلا ما يشاء، والله تعالى على كل شيء قدير، وهو خالق كل شيء، فعَّال لما يريد. ـ الإيمان بما صحَّ الدليل عليه من الغيبيات، كالعرش والكرسي، والجنة والنار، ونعيم القبر وعذابه، والصراط والميزان، وغيرها دون تأويل شيء من ذلك. ـ الإيمان بشفاعة النبي ، وشفاعة الأنبياء والملائكة، والصالحين، وغيرهم يوم القيامة، كما جاء تفصيله في الأدلة الصحيحة. ـ رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة في الجنة، وفي المحشر حقٌّ، ومن أنكرها أو أوَّلها فهو زائغ ضال، وهي لن تقع لأحد في الدنيا. ـ كرامات الأولياء والصالحين حقٌّ، وليس كلُّ أمر خارق للعادة كرامة، بل قد يكون استدراجًا، وقد يكون من تأثير الشياطين والمبطلين، والمعيار في ذلك موافقة الكتاب والسُّنة. ـ المؤمنون كلُّهم أولياء الرحمن، وكل مؤمن فيه من الولاية بقدر إيمانه. (التوحيد الإرادي الطلبي - توحيد الألوهية): الله تعالى واحد أحد، لا شريك له في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه، وصفاته، وهو رب العالمين، المستحق وحده لجميع أنواع العبادة.
ـ صرف شيء من أنواع العبادة كالدعاء، والاستغاثة، والاستعانة، والنذر، والذبح، والتوكل، والخوف، والرجاء، والحُبِّ، ونحوها لغير الله تعالى شرك أكبر، أيًّا كان المقصود بذلك، مَلَكًا مُقرَّبًا، أو نبيًّا مرسلًا، أو عبدًا صالحًا، أو غيرهم. ـ من أصول العبادة أن الله تعالى يُعبد بالحبِّ، والخوف، والرجاء، جميعًا، وعبادته ببعضها دون بعض ضلال. ـ التسليم والرضا والطاعة المطلقة لله ولرسوله ، والإيمان بالله تعالى حَكَمًا من الإيمان به ربًّا وإلهًا، فلا شريك له في حكمه وأمره. وتشريع ما لم يأذن به الله، والتحاكم إلى الطاغوت، واتباع غير شريعة محمد ، وتبديل شيء منها كفر، ومن زعم أن أحدًا يسعه الخروج عنها فقد كفر. ـ الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر، وقد يكون كفرًا دون كفر. فالأول كتجويز الحكم بغير شرع الله، أو تفضيله على حكم الله، أو مساواته به، أو إحلال (القوانين الوضعية) بدلًا عنه. والثاني العدول عن شرع الله، في واقعة معينة لهوى في النفس. ـ تقسيم الدين إلى حقيقة يتميز بها الخاصة، وشريعة تلزمها العامة دون الخاصة، وفصل السياسة أو غيرها عن الدين باطل؛ بل كل ما خالف الشريعة من حقيقة، أو سياسة، أو غيرها فهو إما كفر، وإما ضلال، بحسب درجته. ـ لا يعلم الغيب إلا الله وحده، واعتقاد أن أحدًا غير الله يعلم الغيب كُفر، مع الإيمان بأن الله يُطْلِع بعض رسله على شيء من الغيب. ـ اعتقاد صدق المنجمين والكهان كفر، وإتيانهم والذهاب إليهم كبيرة. ـ الوسيلة المأمور بها في القرآن هي ما يُقرِّب إلى الله تعالى من الطاعات المشروعة. ـ والتوسل ثلاثة أنواع : 1 ـ مشروع : وهو التوسل إلى الله تعالى، بأسمائه وصفاته، أو بعمل صالح من المتوسِّل، أو بدعاء الحي الصالح. 2 ـ بِدْعي : وهو التوسل إلى الله تعالى بما لم يرد في الشرع، كالتوسل بذوات الأنبياء، والصالحين، أو جاههم، أو حقهم، أو حرمتهم، ونحو ذلك. 3 ـ شِرْكي : وهو اتخاذ الأموات وسائط في العبادة، ودعاؤهم وطلب الحوائج منهم، والاستعانة بهم، ونحو ذلك. ـ البركة من الله تعالى، يَخْتَصُّ بعض خلقه بما يشاء منها، فلا تثبت في شيء إلا بدليل، وهي تعني كثرة الخير وزيادته، أو ثبوته ولزومه. والتبرك من الأمور التوقيفية، فلا يجوز التبرُّك إلا بما ورد به الدليل. ـ (أفعال الناس عند القبور وزيارتها ثلاثة أنواع): 1 ـ مشروع : وهو زيارة القبور؛ لتذكُّر الآخرة، وللسلام على أهلها، والدعاء لهم.
2 ـ بِدْعي : يُنافي كمال التوحيد، وهو وسيلة من وسائل الشرك، وهو قصد عبادة الله تعالى والتقرب إليه عند القبور، أو قصد التبرك بها، أو إهداء الثواب عندها، والبناء عليها، وتجصيصها وإسراجها، واتخاذها مساجد، وشدُّ الرِّحال إليها، ونحو ذلك مما ثبت النهي عنه، أو مما لا أصل له في الشرع. 3 ـ شرِكْي : يُنافي التوحيد، وهو صرف شيء من أنواع العبادة لصاحب القبر، كدعائه من دون الله، والاستعانة والاستغاثة به، والطواف، والذبح، والنذر له، ونحو ذلك. ـ الوسائل لها حكم المقاصد، وكل ذريعة إلى الشرك في عبادة الله يجب سدُّها، وكل ابتداع في الدين أمر محدَث فهو بدعة، وكل بدعة ضلالة. (الإيمان): الإيمان قول، وعمل، يزيد، وينقص، فهو : قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، فقول القلب : اعتقاده وتصديقه، وقول اللسان : إقراره، وعمل القلب : تسليمه وإخلاصه، وإذعانه، وحبه، وإرادته للأعمال الصالحة. وعمل الجوارح : فعل المأمورات، وترك المنهيات.
ـ مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان، فهو في الدنيا مؤمن ناقص الإيمان، وفي الآخرة تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه، والموحدون كلهم مصيرهم إلى الجنة، وإن عُذِّب منهم بالنار مَن عُذب، ولا يُخَلَّد أحد من المؤمنين في النار. ـ لا يجوز القطع لمعيَّن من أهل القبلة بالجنة أو النار إلا مَن ثبت النص في حقه. ـ الكفر من الألفاظ الشرعية وهو قسمان : أكبر مخرج من الملة، وأصغر غير مخرج من الملة، ويُسمى أحيانًا بالكفر العملي.
ـ التكفير من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسُّنة، فلا يجوز تكفير مسلم بقول أو فعل ما لم يدل دليل شرعي على ذلك، ولا يلزم من إطلاق حكم الكفر على قول أو فعل ثبوت موجِبه في حق المعيَّن، إلا إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع. والتكفير من أخطر الأحكام، فيجب التثبت والحذر من تكفير المسلم، ومراجعة العلماء الثقات في ذلك. القرآن والكلام : القرآن كلام الله (حروفه ومعانيه) مُنزَّل غير مخلوق؛ منه بدأ، وإليه يعود، وهو معجِز دالٌّ على صدق من جاء به وهو الرسول محمد . ومحفوظ إلى يوم القيامة. القَدَر : من أركان الإيمان : الإيمان بالقَدَر خيره وشره، وأنه الله تعالى، ويشمل : ـ الإيمان بكل نصوص القدر ومراتبه؛ (العلم، الكتابة، المشيئة، الخلق)، وأنه تعالى لا رادَّ لقضائه، ولا مُعقِّب لحُكمه. ـ هداية العباد وإضلالهم بيد الله، فمنهم من هداه الله فضلًا. ومنهم مَن حقت عليه الضلالة عدلًا. ـ العباد وأفعالهم من مخلوقات الله تعالى، الذي لا خالق سواه، فالله خالقٌ لأفعال العباد، وهم فاعلون لها على الحقيقة. ـ إثبات الحكمة في أفعال الله تعالى، وإثبات الأسباب بمشيئة الله تعالى. (الجماعة والإمامة): الجماعة هم أصحاب النبي ، والتابعون لهم بإحسان، المتمسكون بآثارهم إلى يوم القيامة، وهم الفرقة الناجية. ـ وكل مَن التزم بمنهجهم فهو من الجماعة، وإن أخطأ في بعض الجزئيات. ـ لا يجوز التفرُّق في الدين، ولا الفتنة بين المسلمين، ويجب ردُّ ما اختلف فيه المسلمون إلى كتاب الله، وسُنة رسوله ، وإلى ما كان عليه السلف الصالح. ـ مَن خرج عن الجماعة وجب نصحه، ودعوته، ومجادلته بالتي هي أحسن، وإقامة الحجة عليه، فإن تاب وإلا عوقب بما يستحق شرعًا. ـ إنما يجب حمل الناس على الجُمَل الثابتة بالكتاب، والسُّنة، والإجماع، ولا يجوز امتحان عامة المسلمين بالأمور الدقيقة، والمعاني العميقة. ـ الأصل في جميع المسلمين سلامة القصد المعتَقَد، حتى يظهر خلاف ذلك، والأصل حمل كلامهم على المحمل الحسن، ومن ظهر عناده وسوء قصده فلا يجوز تكلُّف التأويلات له.
ـ الإمامة الكبرى تثبت بإجماع الأمة، أو بيعة ذوي الحل والعقد منهم، ومَن تغلَّب حتى اجتمعت عليه الكلمة وجبت طاعته بالمعروف، ومناصحته، وحرم الخروج عليه إلا إذا ظهر منه كفر بواح فيه من الله برهان، وكانت عند الخارجين القدرة على ذلك. ـ الصلاة والحج والجهاد واجبة مع أئمة المسلمين وإن جاروا. ـ يحرم القتال بين المسلمين على الدنيا، أو بالحمية الجاهلية؛ وهو من أكبر الكبائر، وإنما يجوز قتال أهل البدعة والبغي، وأشباههم، إذا لم يمكن دفعهم بأقل من ذلك، وقد يجب بحسب المصلحة والحال. ـ الصحابة الكرام كلهم عدول، وهم أفضل هذه الأمة، والشهادة لهم بالإيمان والفضل أصل قطعي معلوم من الدين بالضرورة، ومحبَّتهم دين وإيمان، وبغضهم كفر ونفاق، مع الكفِّ عما شجر بينهم، وترك الخوض فيما يقدح في قدرهم. وأفضلهم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، وهم الخلفاء الراشدون، وتثبت خلافة كل منهم حسب ترتبيهم.
ـ من الدين محبة آل بيت رسول الله وتولِّيهم، وتعظيم قدر أزواجه أمهات المؤمنين، ومعرفة فضلهن، ومحبة أئمة السلف، وعلماء السُّنة والتابعين لهم بإحسان، ومجانبة أهل البدع والأهواء. الجهاد في سبيل الله ذروة سنامِ الإسلام، وهو ماضٍ إلى قيام الساعة. ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر الإسلام. ومن أسباب حفظ جماعته، وهما يجبان بحسب الطاقة، والمصلحة معتبرة في ذلك. (أهم خصائص وسمات منهج أهل السُّنة والجماعة): الاهتمام بكتاب الله : حفظًا، وتلاوةً، وتفسيرًا، والاهتمام بالحديث : معرفةً، وفهمًا، وتمييزًا لصحيحه من سقيمه، (لأنهما مصدرا التلقي)، مع إتباع العلم بالعمل.
الدخول في الدِّين كله، والإيمان بالكتاب كله، فالإيمان واجب بنصوص الوعد، ونصوص الوعيد، وبنصوص الإثبات، ونصوص التنزيه، مع الجمع بين الإيمان بقدر الله، وإثبات إرادة العبد، ومشيئته، وفعله، والجمع بين العلم والعبادة، وبين القُوَّة والرحمة، مع العمل أخذًا بالأسباب وبين الزهد. الاتباع، وترك الابتداع، والاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف في الدين. الاقتداء والاهتداء بأئمة الهدى العدول، المقتدى بهم في العلم والعمل، والدعوة من الصحابة، ومن سار على نهجهم، ومجانبة مَن خالف سبيلهم. التوسط : فَهُمْ في الاعتقاد وسط بين فرق الغلو، وفرق التفريط، وهم في الأعمال والسلوك وسط بين المفرِّطين والمفرِطين. الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحقِّ وتوحيد صفوفهم على التوحيد والاتباع، وإبعاد كل أسباب النزاع والخلاف بينهم. ومن هنا لا يتميز أهل السُّنة والجماعة عن الأمة في أصول الدين باسم سوى السُّنة والجماعة، ولا يوالون، ولا يعادون على رابطة سوى الإسلام والسُّنة.
يقومون بالدعوة إلى الله، تلك الدعوة الشاملة لكل شيء في العقائد والعبادات، وفي السلوك والأخلاق، وفي كل أمور الحياة، مع بيان ما يحتاجه كل مسلم، كما أنهم يحذرون من النظرة التجزيئية للدين، فينصرون الواجبات والسنن، كما ينصرون أمور العقائد والأمور الفرعية، ويعلمون أن وسائل الدعوة متجددة، فيستفيدون من كل ما جد وظهر ما دام مشروعًا، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بما يوجبه الشرع، والجهاد وإحياء السُّنة، والعمل لتجديد الدين، وإقامة شرع الله وحكمه في كل صغيرة وكبيرة، ويحذرون من التحاكم إلى الطاغوت، أو إلى غير ما أنزل الله.
الإنصاف والعدل : فهم يراعون حق الله تعالى لا حقَّ النفس أو الطائفة، ولهذا لا يغلون في مُوالٍ، ولا يجورون على معاد، ولا يغمطون ذا فضل فضله أيًّا كان، ومع ذلك فهم لا يقدسون الأئمة والرجال على أنهم معصومون، وقاعدتهم في ذلك : كلٌّ يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي ، وأنه لا عصمة إلا للوحي، وإجماع السلف.
ـ يقبلون فيما بينهم تعدد الاجتهادات في بعض المسائل التي نُقل عن السلف الصالح النزاعُ فيها، دون أن يُضلَّل المخالف في هذه المسائل، فهم عالمون بآداب الخلاف التي أرشدهم إليها ربهم جلَّ وعلا، ونبيهم . ـ يعتنون بالمصالح والمفاسد ويراعونها، ويعلمون أن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح، وتعطيل المفاسد وتقليلها، حيث درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح. ـ أن لهم موقفًا من الفتن عامة : ففي الابتلاء يقومون بما أوجب الله تعالى تجاه هذا الابتلاء. ـ وفي فتنة الكفر يحاربون الكفر ووسائله الموصلة إليه بالحجة والبيان، والسيف والسنان، بحسب الحاجة والاستطاعة. ـ وفي الفتنة يرون أن السلامة لا يعدلها شيء، والقعود أسلم إلا إذا تبيَّن لهم الحق وظهر بالأدلة الشرعية، فإنهم ينصرونه، ويعينونه بما استطاعوا.
ـ يرون أن أصحاب البدع متفاوتون قربًا وبعدًا عن السُّنة، فيُعامل كل بما يستحق، ومن هنا انقسمت البدع إلى : بدع لا خلاف في عدم تكفير أصحابها مثل : المرجئة، والشيعة المفضلة، وبدع هناك خلاف في تكفير، أو عدم تكفير أصحابها مثل : الخوارج والروافض، وبدع لا خلاف في تكفير أصحابها بإطلاق مثل : الجهمية المحضة. ـ يفرقون بين الحكم المطلَق على أصحاب البدع عامة بالمعصية، أو الفسق، أو الكفر، وبين الحكم على المعيَّن حتى يُبَيَّن له مجانبة قوله للسُّنة، وذلك بإقامة الحجة، وإزالة الشبهة. ولا يجوزون تكفير، أو تفسيق، أو حتى تأثيم علماء المسلمين لاجتهاد خاطئ، أو تأويل بعيد، خاصة في المسائل المختلَف فيها. يفرقون في المعاملة بين المستتر ببدعته، والمظهر لها، والداعي إليها. ـ يفرقون بين المبتدعة من أهل القبلة -مهما كان حجم بدعتهم - وبين من عُلم كفره بالاضطرار من دين الإسلام كالمشركين، وأهل الكتاب، وهذا في الحكم الظاهر على العموم مع علمهم أن كثيرًا من أهل البدع منافقون وزنادقة في الباطن. ـ يقومون بالواجب تجاه أهل البدع ببيان حالهم، والتحذير منهم، وإظهار السُّنة، وتعريف المسلمين بها، وقمع البدع بما يوجبه الشرع من ضوابط. ـ يصلُّون الجمع والجماعات والأعياد خلف الإمام مستور الحال، ما لم يظهر منه بدعة، أو فجور، فلا يردون بدعة ببدعة.
ـ لا يُجوِّزون الصلاة خلف مَن يُظهر البدعة أو الفجور مع إمكانها خلف غيره، وإن وقعت صحت، ويُؤَثِّمون فاعلها، إلا إذا قُصد دفع مفسدة أعظم، فإن لم يوجد إلا مثله، أو شرٌّ منه جازت خلفه، ولا يجوز تركها، ومن حُكِمَ بكفره فلا تصح الصلاة خلفه. ـ فِرَق أهل القبلة الخارجة عن السُّنة متوعدون بالهلاك والنار، وحكمهم حكم عامة أهل الوعيد، إلا مَن كان منهم كافرًا في الباطن. ـ والفِرَق الخارجة عن الإسلام كُفَّار في الجملة، وحكمهم حكم المرتدين.

مصطلحات ذات علاقة

السُّنَّة

ما أضيف إلى النبي محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة خُلقية، أو خِلقية . وهي مرادفة لمصطلح "الحَدِيْث " بالمعنى الخاص . وشاهده قول الحافظ ابن حجر : "وقيل : الحديث ما جاء عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ - والخبر ما جاء عن غيره، ومن ثم قيل لمن يشتغل بالتواريخ، وما شاكلها : الإخباري، ولمن يشتغل بالسنة النبوية : المحدِّث ".


انظر : الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، 1/41، نزهة النظر لابن حجر، ص 41، 109، تدريب الراوي للسيوطي، 1/29، منهج النقد لعتر، ص 28

تعريفات أخرى

  • تُطلق على الأحاديث المتعلقة بالأحكام الشرعية، كالحلال، والحرام، ونحوهما . مثل قول الإمام ابن عيينة : "لا تسمعوا من بقية ما كان في سنة، واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره ".

أشعار عن المفردة


عبد الله بن سليمان السجستاني
تمسَّكْ بحبل الله واتَّبعِ الهُدى ولا تكُ بِدْعيًّا لعلك تفلحُ ودِنْ بكتاب الله والسُّنن التي أتتْ عن رسول الله تنجو وتربحُ وقلْ غير مخلوق كلامُ مليكنا بذلك دان الأتقياء وأفصحوا ولا تكُ في القرآن بالوقف قائلًا كما قال أتباعٌ لجهم وأسجحوا

أقوال أهل العلم

سنَّ رسول الله وولاة الأمور بعده سننًا، الأخذ بها تصديق لكتاب الله، واستكمال لطاعة الله، وقوّة على دين الله، ليس لأحد تبديلها ولا تغييرها، ولا النظر فيما خالفها، من اقتدى بها فهو مهتدٍ، ومن استنصر فهو منصور، ومن خالفها واتّبع غير سبيل المؤمنين ولَّاه الله ما تولَّى وأصلاه جهنَّم وساءت مصيرًا. عُمَر بن عبد العَزِيز عمر بن عبد العزيز
أهل السُّنة وسَطٌ في النِّحَل (الفِرَق) كما أن ملَّة الإسلام وسط في الملل. ابن تَيْمِيَّة ابن تيمية

القصص

القصة

قال محمد بن عبد الرحمن الأدرمي لرجل تكلَّم ببدعة ودعا الناس إليها : هل علِمَها رسول الله وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي، أو لم يعلموها؟ قال لم يعلموها، قال : فشيء لم يعلمه هؤلاء أعلمتَه أنت؟ قال الرجل : فإني أقول : قد علِموها، قال : أفوسِعَهم أن لا يتكلَّموا به، ولا يدعوا الناس إليه، أم لم يسعهم؟ قال : بلى وسعهم. قال فشيءٌ وسِعَ رسول الله وخلفاءَه لا يسعُك أنت؟ فانقطع الرجل. فقال الخليفة - وكان حاضرًا -: لا وسَّع الله على مَن لم يَسَعْه ما وسِعهم.

الآيات


﴿ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ
سورة آل عمران

﴿ﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ
سورة الأنعام

الأحاديث النبوية

عن عوف بن مالك، قال : قال رسول بالله : «والذي نفسُ محمَّد بيدِه لتفترِقنَّ أمَّتي على ثلاثٍ وسبعين فرقةً، واحدةٌ في الجنَّة، وثِنْتان وسبعون في النار»، قيل : يا رسول الله، مَن هم؟ قال : «الجماعة».
[ابن ماجه : 3992]
عن عبد الله بن عمرو قال رَسُولُ اللَّهِ : «إن بني إسرائيل تفرَّقت على ثِنْتين وسبعينَ مِلَّة، وتفترق أمتي على ثلاثٍ وسبعين مِلَّة، كلُّهم في النار إلا ملَّة واحدة»، قالوا : ومَن هي يا رسول الله؟ قال : «ما أنا عليه وأصْحابي».
[الترمذي : 2641]
*تنبيه: بذرة مفردة

المواد الدعوية