البحث

عبارات مقترحة:

العظيم

كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...

البصير

(البصير): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على إثباتِ صفة...

ابن عامر الدمشقي

ابن عامر الدمشقي أحد الأئمة العشرة المعروفين في القراءات، اسمه عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة أبو عمران، وُلد سنة إحدى وعشرين من الهجرة، وقيل سنة ثمان من الهجرة، وتوفي بدمشق سنة مائة وثمانية عشر من الهجرة. من أشهر شيوخه المغيرة بن أبي شهاب صاحب عثمان، وفضالة بن عبيد، وواثلة بن الأسقع، وغيرهم. تُكلم في قراءته على عثمان ومعاذ وأبي الدرداء ومعاوية. تلاميذه كُثر منهم: يحيى بن الحارث الذماري، وأخوه عبد الرحمن بن عامر، وربيعة بن يزيد وغيرهم. روى القراءة عنه ابن ذكوان وهشام. لا نجد له مؤلفات سوى ما ذكره ابن النديم في كتابه "الفهرست" عن كتاب له في المقطوع والموصول من القرآن. أثنى عليه كثير من العلماء، فقد كان إمامًا عالمًا حافظًا متقنًا، إمام أهل الشام في القراءة، قاضيًا في دمشق. وَّثقه أهل الحديث. لقراءته أصول تُراعى عند تلاوة القرآن الكريم، وقد كانت قراءته منتشرة قديما في الحجاز والشام، أما اليوم فإنها تُدرس من الناحية النظرية فقط في البلاد الإسلامية.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة أبو عمران، وفي كنيته أقوال، فقيل: أبو عامر، وقيل: أبو نعيم وقيل: أبو عُليم، وقيل غير ذلك، وذكر ابن الجزري أن الأشهر في كنيته أبو عمران، وذكر ابن حجر أن الأصح هذه الكنية. ويرجع نسبه إلى يَحصب بن دهمان، بطن من حمير، وحمير من قحطان، رغم تَكلُم البعض في نسبه. قال الداني: «وهو من التابعين، وليس في القراء السبعة من العرب غيره وغير أبي عمرو، والباقون هم موالٍ». انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\186)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (1\380)، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر (2\363)، و"التيسير في القراءات السبع" للداني (ص5-6).

شهرته

ابن عامر الدمشقي

مولده

قيل إنه وُلد سنة إحدى وعشرين من الهجرة، لكن ابن الجزري يرجح أن يكون مولده سنة ثمان من الهجرة وذلك لقول ابن عامر نفسه عن مولده: «ولدت سنة ثمان من الهجرة في البلقاء بضيعة يُقال لها: رحاب، وقُبض رسول الله ولي سنتان وذلك قبل فتح دمشق، وانقطعت إلى دمشق بعد فتحها ولي تسع سنين». انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\188)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (1\381).

وفاته

قال ابن الجزري: «توفي بدمشق يوم عاشوراء سنة ثمان عشرة ومائة». "غاية النهاية في طبقات القراء"لابن الجزري (1\381).

شيوخه

من أشهر شيوخه المغيرة ابن أبي شهاب صاحب عثمان، وصحَّح ابن الجزري القول بروايته على أبي شهاب، وليس عثمان نفسه. ومن شيوخه: فضالة بن عبيد، وواثلة بن الأسقع، ونُقل عن ابن عامر قوله أنه قرأ على معاذ وأبي الدرداء ومعاوية، لكن ابن الجزري لم يصحح قراءته على معاوية ومعاذ، ورأى الذهبي أنه إن صح القول عنه بقراءته على معاذ وأبي الدرداء فلعله أن يكون قرأ عليهما سوراً وليس كل القرآن. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\187)، وانظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (1\380).

تلاميذه

أخذ القراءة عن ابن عامر كثيرون منهم: يحيى بن الحارث الذماري، وأخوه عبد الرحمن بن عامر، وربيعة بن يزيد، وجعفر بن ربيعة، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وسعيد بن عبد العزيز، وخلاد بن يزيد بن صبيح المري، ويزيد بن أبي مالك، وعبد الله بن العلاء بن زَبر، ومحمد بن الوليد الزبيدي وغيرهم. قال أبو علي الأهوازي: «له ستة وأربعين نفساً أخذوا عن ابن عامر القراءة». انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\186)، وانظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (1\381)، وانظر"تهذيب التهذيب" لابن حجر (2\363).

مؤلفاته

لا نجد لابن عامر الدمشقي مؤلفات سوى ما ذكره ابن النديم في كتابه "الفهرست" عن كتاب له، يقول ابن النديم: «الكتب المؤلفة في مقطوع القرآن وموصوله: كتاب الكسائي (كتاب السرى)، كتاب حمزة بن حبيب، كتاب عبد الله بن عامر اليحصبي». "الفهرست" لابن النديم (ص39).

أقوال العلماء وثناؤهم

قال أبو علي الأهوازي: كان عبد الله بن عامر إمامًا عالمًا، ثقة فيما أتاه، حافظًا لما رواه، متقنا لما وعاه، عارفًا فهمًا قيمًا فيما جاء به، صادقاً فيما نقله من أفاضل المسلمين وخيار التابعين وأجله الراوين، لا يتهم في دينه ولا يشك في يقينه ولا يرتاب في أمانته ولا يطعن عليه في روايته، صحيح نقله، فصيح قوله، عاليا في قدره، مصيباً في أمره، مشهوراً في علمه، مرجوعاً إلى فهمه، ولم يتعد فيما ذهب إليه الأثر، ولم يقل قولا يخالف فيه الخبر. وقال الهيثم بن عمران: كان عبد الله بن عامر رئيس أهل المسجد زمان الوليد بن عبد الملك، وكان يزعم أنه ممن حِمير، وكان يُغمز في نسبه. وقال أبو عمرو الداني: ولي قضاء دمشق بعد بلال بن أبي الدرداء، ثم كان على مسجد دمشق لا يَرى فيه بدعة إلا غَيَرها، وكان عالماً قاضياً صدوقاً، اتخذه أهل الشام إماماً في قراءته واختياره. وفي الحديث وثقه العجلي والنسائي، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (1\381)، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر (2\363).

الرواة عنه

ابن ذكوان وهشام: وابن ذكوان هو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي الدمشقي ويُكنى أبا عمرو. وأما هشام فهو هشام بن عمار بن نصير بن أبان بن ميسرة السلمي القاضي الدمشقي ويُكنى أبا الوليد. انظر"التيسير في القراءات السبع" للداني (ص6) و"اتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر" للبناء (1/24).

أصول القراءة

الاستعاذة مستحبة في أول كل تلاوة سواء كانت التلاوة من أول السورة أو من جزئها. أثبت البسملة أول كل سورة عدا أول التوبة، وله بين السورتين إثبات البسملة مع أربعة أوجه، وحذف البسملة مع وجهين: السكت والوصل سوى بين الأنفال والتوبة فله الوقف والسكت والوصل بدون بسملة. في الإدغام روى هشام إدغام ذال إذ في حروفها، ودال قد في حروفها، ووافقه ابن ذكوان في الذال والزاي والضاد والظاء. وأدغم ابن عامر تاء التأنيث في الثاء والظاء، وأدغم ابن ذكوان ﴿ لَّهُدِّمَتْ صَوَٰمِعُ﴾. وروى هشام إدغام لام بل وهل في: التاء والثاء والزاي والسين والطاء والظاء. وأدغم ابن عامر حروفاً أخرى في كلمات محددة يُراجع تفصيلها في كتب هذا الفن. في المد له التوسط في المَدَّين المتصل والمنفصل. هاء الكناية إذا وقعت بين متحركين فإنه يصلها بواو إن كانت الهاء مضمومة، وبياء إن كانت الهاء مكسورة. في الهمزتين من كلمة روى هشام إذا كانت الثانية مفتوحة تسهيل الثانية أو تحقيقها، وله إدخال الألف بينهما، أما إذا كانت الثانية مكسورة فله الإدخال وتركه إلا سبعة مواضع. يغير الهمز المتطرف عند الوقف على تفصيل في ذلك وهذا لهشام وحده. يميل من رواية هشام ألف إناه في ﴿غَيْرَ نَٰظِرِينَ إِنَىٰهُ﴾ في الأحزاب، وألف ﴿مَشَارِبُ﴾ في يس، وألف ﴿عَٰبِدُونَ﴾ و﴿عَابِدٞ﴾ في الكافرون، وألف ﴿ءَانِيَةٖ﴾ في الغاشية. ويميل من رواية ابن ذكوان الألف في الألفاظ الآتية (جَآءَ، شَآءَ) حيث وقعت و(فزا دَهم الله مرضا)، وفي الكلمات التالية: (حِمَارِكَ ، اْلْمِحْرَابِ، إِكْرَٰهِهِنَّ ، اْلْحِمَارِ ، اْلْإِكْرَامِ، عِمْرَٰنَ)، وقرأ بإمالة الرا من فواتح السور ويا من فاتحة مريم. ياء الإضافة قرأها بالفتح في عدد من المواضع. انظر"تاريخ القراء العشرة" للبناء (ص 37-39)، وانظر"السنا الزاهر في قراءة الإمام الشامي ابن عامر" لمحمد نبهان المصري (ص7-28)، و"مقدمات في علم القراءات" لمجموعة من المؤلفين (ص149).

مثال للقراءة

﴿اْلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّىٰكَ فَعَدَلَكَ (7) فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِاْلدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَٰفِظِينَ (10) كِرَامٗا كَٰتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) إِنَّ اْلْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٖ (13) وَإِنَّ اْلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٖ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ اْلدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ (16) وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا يَوْمُ اْلدِّينِ (17) ثُمَّ مَآ أَدْرَىٰكَ مَا يَوْمُ اْلدِّينِ (18)﴾ [الا نفطار: 7-18]. فَعَدَلَكَ: شدَّد الدال ابن عامر (فَعَدَّلك) شَآءَ: أمالها ابن ذكوان بَلْ تُكَذِّبُونَ: أدغم اللام في التاء هشام (بتُّكذبون) أَدْرَىٰكَ: أمالهما ابن ذكوان بخُلف عنه. انظر" السنا الزاهر في قراءة الإمام الشامي ابن عامر" لمحمد نبهان المصري (ص145).

الانتشار الجغرافي للقراءة

كانت قراءة ابن عامر يُقرأ بها في بلاد الشام والحجاز قديمًا، يقول ابن مجاهد: «وعلى قراءة ابن عامر أهل الشام وبلاد الجزيرة إلا نفراً من أهل مصر فإنهم ينتحلون قراءة نافع، والغالب على أهل الشام قراءة ابن عامر» وذلك حتى سنة خمسمئة من الهجرة كما ذكر ذلك ابن الجزري. أما اليوم فإنه من الناحية النظرية لا زالت القراءات موجودة وتُدرس في كافة البلاد الإسلامية لكن من الناحية التطبيقية فلا توجد قراءة حية يُقرأ بها إلا قراءة نافع وعاصم وأبي عمرو. "السبعة في القراءات" لابن مجاهد، وانظر"غاية النهاية في طبقات القراء" (1\381)، و"الثمر الجني في بيان أصول قالون عن نافع المدني" لعبد الحكيم أبو زيان (ص18).