البحث

عبارات مقترحة:

القوي

كلمة (قوي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من القرب، وهو خلاف...

الخبير

كلمةُ (الخبير) في اللغةِ صفة مشبَّهة، مشتقة من الفعل (خبَرَ)،...

المجيب

كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...

النميمة

عظَّمَ الإسلامُ شأن أعراضَ المُسلمين، وجعلَ لها حُرمةً عظيمة، وربطَ أواصر المجتمع المسلم، فجاء تحريمُ الغيبة وكونها من الكبائر لما فيها من الوقوع في الأعراض وإفساد المجتمع المسلم.

التعريف

التعريف لغة

النَّمُّ: التوريشُ، والإغْراءُ، ورَفْع الحديثِ على وجه الإشاعةِ والإفسادِ. وقيل: تَزْيينُ الكلام بالكذب. النَّمّام معناه في كلام العرب الذي لا يُمسِك الأَحاديثَ ولم يَحفَظها. ويقال للنَّمَّام القَتّاتُ يقال: قَتَّ إذا مشى بالنَّميمة، وَنَمَّامٌ مُبالغَةٌ وَالِاسمُ النَّمِيمَةُ. " لسان العرب " لابن منظور (12 /592)، " المصباح المنير " للفيومي (2 /626).

التعريف اصطلاحًا

نقلُ كَلامِ النَّاسِ عَلَى وَجهِ الإِفسَادِ بَينَ الناس. "النهاية في غريب الحديث " لابن الأثير (5 /256)، "الفواكه الدواني " للنفراوي (2 /280)

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

يتقارب المعنى الاصطلاحي واللغوي؛ فكلاهما نقل الحديث على وجه الإفساد.

الفروق

الفرق بين النميمة و الغيبة

قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-: «واختُلِفَ في الغيبة والنميمة هل هما متغايرتان أو متحدتان: والراجع التغاير وأن بينهما عمومًا وخصوصًا وجهيًّا. وذلك؛ لأن النميمة نقل حال شخص لغيره على جهة الإفساد بغير رضاه سواء كان بعلمه أم بغير علمه. والغيبة ذكره في غيبته بما لا يرضيه فامتازت النميمة بقصد الإفساد ولا يشترط ذلك في الغيبة. وامتازت الغيبة بكونها في غيبة المقول فيه واشتركا في ما عدا ذلك. ومن العلماء من يشترط في الغيبة أن يكون المقول فيه غائبًا والله أعلم». "فتح الباري " لابن حجر (10 /473). وقال ابن حجر الهيتمي: «كل نميمة غيبة، وليس كل غيبة نميمة، فإن الإنسان قد يذكر عن غيره ما يكرهه، ولا إفساد فيه بينه وبين أحد، وهذا غيبة، وقد يذكر عن غيره ما يكرهه وفيه إفساد، وهذا غيبة، ونميمة معًا». " تطهير العيبة من دنس الغيبة " لابن حجر الهيتمي (ص45). انظر: الغيبة

الأدلة

القرآن الكريم

النميمة في القرآن الكريم
ذمَّ اللهُ عزَّ وجلَّ النمّامَ فقال: ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11)﴾ [ القلم: 10-11] وجاء الويلُ للنمّام: ف قَالَ تَعَالَى: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ [الهمزة: 1] قِيلَ: اللُّمَزَةُ النَّمَّامُ. انظر " الزواجر عن اقتراف الكبائر" للهيتمي (2 /34)

السنة النبوية

النميمة في السنة النبوية
لا يدخُلُ الجنّة نمّام: عن حذيفة بن اليمان: أنَّهُ بَلَغَهُ أنَّ رَجُلًا يَنِمُّ الحَدِيثَ فقالَ حُذَيفَةُ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ يقولُ: «لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمّامٌ». أخرجه مسلم (105) فحُشَ وساءَ فعلة النمّام: عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - قَالَ : «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ». أخرجه مسلم (2606) قال النووي: «وتقدير الحديث والله أعلم ألا أنبئكم ما العضه الفاحش الغليظ التحريم» " شرح مسلم " للنووي (16 /159) الذي يمشي في النميمة يُعذّب في قبره: عن عبدالله بن عباس: «أنَّ النَّبيَّ مَرَّ بقَبرينِ، فقال: إنَّهما لَيُعذَّبانِ، وما يُعذَّبانِ في كبيرٍ؛ أمّا أحَدُهما فكان لا يَستبْرِئُ مِن البولِ، وأمّا الآخرُ فكان يَمْشي بالنَّميمةِ». أخرجه ابن ماجه (282) وبين رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم شناعة صورة المغتاب: عن جابر بن عبدالله: «كنا عند النبيِّ فَهَبَّتْ ريحٌ مُنْتِنَةٌ فقال الرسولُ: أتَدْرُونَ ما هذه الريحُ؟ هذه ريحُ الذينَ يَغتابونَ المؤمنينَ». أخرجه أحمد (14784) والنميمة معصيةٌ عظيمة كبيرة: عن عائشة أم المؤمنين: قلتُ للنبيِّ : حسبُك مِن صفيةَ - زوجِ النبيِّ - كذا وكذا - تعني ! إنها قصيرةٌ - فقال النبيُّ : «لقد قلتِ كلمةً لو مُزِجتْ بماء البحرِ لَمَزَجتْه». أخرجه أبو داود (4875). والنميمة أذى للمؤمنين والمؤمنات، وقد حرم الإسلام الأذى بشتى أنواعه، ومنه النميمة. والنَّمَّام ذو وجهين؛ لأنه يظهر لكل من الفريقين غير الوجه الذي يظهر به للطرف الآخر ، وصاحب الوجهين شر الناس يوم القيامة ، وقد قال النَّبيُّ : «تجدون الناس معادن، خيارهم في الجاهلية، خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن، أشدهم كراهية له، وتجدون شر الناس، ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه». أخرجه البخاري (3493) ومسلم (2526) و(2526) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. "حرمة المسلم على المسلم" لماهر الفحل.

الإجماع

قال الحافظ المنذري: «أجمعت الأئمة على تحريم النميمة وأنها من أعظم الذنوب عند الله». "الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية "ل ابن علان (7 /30)

أقوال أهل العلم

مِلْ عنِ النَّمَّامِ واهجُرْهُ فمابَلَّغَ المكرُوهَ إلا من نَّقلْ
ابن الوَرْدي "لامية ابن الوردي" البيت (53).

الأضرار والمفاسد

1 - طريق موصّل إلى النّار. 2 - تذكي نار العداوة بين المتآلفين. 3 - تؤذي وتضرّ، وتؤلم، وتجلب الخصام والنّفور. 4 - تدلّ على سوء الخاتمة، وتمسخ حسن الصّورة. 5 - عنوان الدّناءة والجبن والضّعف والدّسّ والكيد والملق والنّفاق. 6 - مزيلة كلّ محبّة ومبعدة كلّ مودّة وتآلف وتآخ. 7 - عار على قائلها وسامعها. 8 - تحمل على التجسس وتتبع أخبار الآخرين. 9 - تؤدي إلى قطع أرزاق الآخرين. 10 - تفرق وتمزق المجتمعات الملتئمة. 11- النميمة تفسد الدنيا والدين: قال أبو الفرج ابن الجوزي: «النميمة تفسد الدين والدنيا، وتغيّر القلوب، وتولّد البغضاء، وسفك الدماء، والشتات». " بحر الدموع " لابن الجوزي (ص129). انظر " نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم " لعدد من المختصين (11 /5671).

وسائل الاجتناب

1 - توعية النمام بخطورة النميمة. 2 - استشعار عظمة هذه المعصية وأنها من الكبائر. 3 - حفظ اللسان عن النميمة، وعدم تتبع عورات الآخرين. 4 - تصور خطر المصيبة التي يقترفها بإفساده للقلوب وتفريقه بين الأحبة. 5 - التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بكثرة الأعمال الصالحة وتقديم رضاه على رضا المخلوقين. 6 - استشعار الفرد أن حفظ اللسان عن النميمة يكون سبباً في دخوله الجنة. 7 - تقوية الإيمان بالعلم النافع والعمل الصالح. 8 - عدم السماع لكلام النمام الذي ينم به عن الآخرين، فإنَّ مَن نَمَّ إليك نَمَّ عليك، والنمام ينبغي أنْ يُنصَحَ ويُرشَدَ، وإلا فَيُترك ويُبغَض ولا يُوثَق بقوله ولا بصداقته، وكيف لا يبغض وهو لا ينفك عن الكذب والغيبة والغدر والخيانة والغل والحسد والنفاق والإفساد بين الناس والخديعة. 9 - تربية الفرد تربية إسلامية سليمة قائمة على الآداب والتعاليم الإسلامية. 10 - إحراج النمام بأن يطلب منه ذكر محاسن الذي وقعت عليه النميمة. 11 - استغلال وقت الفراغ، بما ينفع الفرد ويقوي إيمانه ويقربه إلى الله سبحانه وتعالى، من طاعات وعبادات وعلم وتعلم. 12 - قناعة الفرد بما رزقه الله، ويقصر أمره في الدنيا، ويعلم أنه منتقل إلى الدار الآخرة. 13 - أن يوقن الفرد أنه بتتبعه عورة الناس يتتبع الله عورته ويفضحه ولو في عقر داره. 14 - كظم الغيظ والصبر على الغضب، كي لا يكونا دافعًا للنميمة. 15 - التأمل في سيرة السلف والاقتداء والتأسي بهم في طريقة مقاومتهم للنميمة والنمامين. 16 - أن يعلم الفرد أن الذين ينمُّ عليهم اليوم هم خصماؤه عند الله يوم القيامة. 17 - أن يتذكَّر النَّمَّام أن قُدوَتَه وسَلَفَه في النميمة امرأةُ نوحٍ وامرأةُ لوطٍ اللتين حكم الله لهما بالنار، وكذلك الوليد بن المغيرة الذي هو من أكبر عتاولة المشركين الذي مصيره النار. 18 - الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يؤدي إلى النميمة. 19 - معاقبة أولي الأمر للنمامين وزجرهم وتخويفهم فإن لم ينتهوا عزروهم. 20 - مقاطعة النمام وعدم مجالسته إن لم يتب من هذا المرض الخطير. انظر " موسوعة الأخلاق الإسلامية: الدرر السنية " ل مجموعة من المؤلفين (3 /26)