الرحيم
كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...
العربية
المؤلف | ملتقى الخطباء - الفريق العلمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | القرآن الكريم وعلومه - العقيدة |
من مقاصد هذه السورة: كشف الصراع الأصيل والدائم بين أهل الإيمان والتوحيد وبين أهل الكفر والشرك، هذا الصراع الذي لم يفتر منذ ظهور الإسلام، بل هو صراع مستمر ومتطور، يبذل فيه أعداء هذا الدين...
الخطبة الأولى:
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصلحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها المؤمنون: إن من سور القرآن العظيمة سورة آل عمران، وهي شقيقة سورة البقرة بنص أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي جمع بينهما، وهناك تشابه كبير بين السورتين، فكلتاهما بدأتا بـ (ألم)، واختتمتا بدعاء، وآل عمران هي السورة الثالثة في الترتيب القرآني بعد سورتي الفاتحة والبقرة، وهي سورة مدنية بإجماع المفسرين، وعدد آياتها مائتان.
سميت سورة آل عمران بهذا الاسم؛ لأنها تحدثت عن أخبار آل عمران، وفي هذا الاسم إكرام لزوجة عمران وابنتها السيدة مريم ابنة عمران، فالسيدة مريم -عليها السلام- كانت رمزاً للثبات في العبادة والعفّة، وزوجة عمران كانت رمزاً للثبات بنصرة الإسلام، إذ نذرت ما في بطنها لله تجعله لخدمة المسجد الأقصى، ووضعتها أنثى وتقبلها الله تعالى منها.
عباد الله: قدوم وفدِ نجرانَ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يخاصمونه في شأن عيسى -عليه السلام- يُعتبر هو سببُ النزول الرئيس للسورةِ الكريمة، وقد كانوا من النَّصارى، فاستغربوا ادِّعاءَ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- مولِدَ ومجيءَ عيسى -عليه السلام- بلا أب، فقالوا: ما لك تشتم صاحبنا؟ قال: "وما أقول؟"، قالوا : تقول: إنه عبد، وغضبوا وقالوا: إِنْ لَمْ يَكُنْ عِيسَى وَلَدًا لِلَّهِ فَمَنْ يَكُنْ أَبُوهُ؟ وَخَاصَمُوهُ جَمِيعًا فِي عِيسَى، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَا يَكُونُ وَلَدٌ إِلَّا وَهُوَ يُشْبِهُ أَبَاهُ؟"، قَالُوا بَلَى قَالَ: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّنَا قَيِّمٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يَحْفَظُهُ وَيَرْزُقُهُ؟" قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "فَهَلْ يَمْلِكُ عِيسَى مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا؟" قَالُوا: لَا قَالَ: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ؟" قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "فَهَلْ يَعْلَمُ عِيسَى عَنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا مَا عُلِّمَ؟"، قَالُوا: لَا، قَالَ: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ عِيسَى حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كَمَا تَحْمِلُ الْمَرْأَةُ ثُمَّ وَضَعَتْهُ كَمَا تَضَعُ الْمَرْأَةُ وَلَدَهَا، ثُمَّ غُذِّيَ كَمَا يُغَذَّى الصَّبِيُّ ثُمَّ كَانَ يَطْعَمُ وَيَشْرَبُ وَيُحْدِثُ؟"، قَالُوا: بَلَى قَالَ: "فَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا كَمَا زَعَمْتُمْ؟ " فَسَكَتُوا.
فأنزل الله -عز وجل- سورة آل عمران من صَدرها إلى نيف وثمانين آية منها للرد عليهم، قال -تعالى-: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)[آل عمران: 59].
أيها المؤمنون: ورد في فضل هذه السورة جملة من الأحاديث والآثار، نذكر منها:
أنها تشفع للعبد يوم القيامة، فعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ"(رواه مسلم).
ومن فضلها: أن فيها اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي الله به أجاب، وإذا سئل به أعطى، فعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)[البقرة: 163]، وَفَاتِحَةِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ"(رواه ابن ماجة)، وفي رواية: أن النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "اسْمُ اللَّهِ الأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)، وَفَاتِحَةُ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ: (الم اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ)"(رواه أصحاب السنن إلا النسائي).
وروى الدارمي عن مسروق عن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قرأ رجل عند عبد الله البقرة وآل عمران، فقال: "قرأت سورتين فيهما اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى"، وعنه أيضاً عن كعب -رضي الله عنه- قال: "من قرأ البقرة وآل عمران، جاءتا يوم القيامة تقولان: ربنا لا سبيل عليه".
أيها الأحبة: لقد تضمنت هذه السورة الكريمة جملة من المعاني والمقاصد، نذكر منها:
تقرير أصول الشريعة المتمثلة في عقيدة التوحيد، والعدل، والنبوة، والمعاد، كما أنها قصدت إلى تقرير بعض الأحكام التكليفية كالحج، والجهاد، وأجر الشهادة في سبيل الله، وغيرهما.
وكذا من المقاصد الرئيسة التي نزلت لأجلها هذه السورة: مجادلة النصارى ومحاورتهم فيما هم عليه من عقائد باطلة، وإبطال مذهبهم، ونفي الشبهات التي تضمنتها معتقداتهم المنحرفة.
وبيان قصة عيسى -عليه السلام- وما جاء من القصص مكملاً لها تؤكد هذه الحقيقة، وتنفي فكرة الولد والشريك لله -تعالى-، وتستبعدهما استبعاداً كاملاً، وتظهر زيف هذه الشبهة، وسخف تصورها، وتبسط مولد مريم -عليها السلام- وتاريخها، ومولد عيسى- عليه السلام- وتاريخ بعثته وأحداثها، بطريقة لا تدع مجالاً لإثارة أية شبهة في بشريته.
ولذلك كان من المقاصد الأساسية لهذه السورة الكريمة بيان فيصل التفرقة بين عقيدة التوحيد الخالصة الناصعة، وبين عقائد أصحاب الديانات المنحرفة والمضللة، وما دخل على دياناتهم من التحريف والباطل.
ومن مقاصدها: كشف الصراع الأصيل والدائم بين أهل الإيمان والتوحيد وبين أهل الكفر والشرك، هذا الصراع الذي لم يفتر منذ ظهور الإسلام، بل هو صراع مستمر ومتطور، يبذل فيه أعداء هذا الدين ما وسعهم من جهد وحيلة ومكيدة وخداع وكذب وتدبير؛ للبس الحق بالباطل، وبث الريب والشكوك، وتبييت الشر والضر لهذه الأمة، من غير ملل ولا كلل.
وقد بصَّرت هذه السورة المؤمنين بحقيقة ما هم عليه من الحق، وحقيقة ما عليه أعداؤهم من الباطل، وشرحت طباع أعداء هذه الأمة وأخلاقهم وأعمالهم ونياتهم، وفضحت ما يضفونه على أنفسهم من مظاهر العلم والمعرفة والتقدم.
ومن مقاصد هذه السورة بيان حال المؤمنين مع ربهم؛ حيث عرضت جملة صالحة من أخبار النخبة المختارة من البشر، التي اصطفاها -سبحانه- لأداء رسالته، وجعلها ذرية بعضها من بعض، وتتمثل هذه الصور المشرقة في حديث امرأة عمران مع ربها، ومناجاته في شأن وليدتها، وفي حديث مريم مع زكريا- عليه السلام-، وفي دعاء زكريا -عليه السلام- ونجواه ربه، وفي رد الحواريين على نبيهم عيسى، ودعائهم لربهم.
ومنها: قصدت هذه السورة إلى ولوج ميدان النفس المؤمنة، من حيث تصوراتها، ومشاعرها، وأطماعها، وشهواتها، ودوافعها، وكوابحها، وقد عالجت السورة هذه النفس بكل رفق وتلطف وإرشاد وتوجيه؛ نلمس ذلك في الآيات التي تحدثت عن وقائع غزوة أُحد، وما جرى فيها من تمحيص للنفوس، وفحص للقلوب، وتمييز للصفوف، وتحرير لكثير من آفات الفكر والسلوك والمشاعر في الصف المسلم؛ وذلك بتمييز المنافقين من المؤمنين، وتوضيح سمات النفاق، وسمات الصدق في القول والفعل.
كما أن السورة هدفت إلى تقرير سُنَّة بالغة الأهمية في حياة المسلم، وهي أن وقائع الحياة وأحداثها -نصراً وهزيمة، نجاحاً وفشلاً، تقدماً وتأخراً- إنما تجري وفق سنن الله -تعالى- الجارية، التي أقام على وفقها هذا الكون، إنها سُنَّة الأخذ بالأسباب الظاهرة، وهذا ما عبرت عنه الآية الكريمة، وهي قوله -تعالى-: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)[آل عمران: 165]، فالأمور كلها منوطة بالعمل وَفْق سنن الله -سبحانه- التي وضعها، فإذا أخذ بها المسلم نجح وتقدم، وإذا أعرض عنها أو تجاهلها خسر وتأخر.
ومن مقاصد هذه السورة: بيان أن هذا الكون كتاب مفتوح، يحمل بذاته دلائل الإيمان وآياته، ويوحي بأن وراء هذه الحياة الدنيا حياة أخرى وحساباً وجزاء، يرشد لهذا المقصد ما جاء من آيات في أواخر هذه السورة، التي ابتدأت بقوله -سبحانه-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)[آل عمران: 190]، فجاءت هذه الآيات لتوجه القلوب والأنظار إلى هذا الكتاب المفتوح -كتاب الكون-، الذي لا تفتأ صفحاته تقلب على مر السنين والأيام، فتتبدى في كل صفحة آية موحية، تبعث في الفطرة السليمة إحساساً بالحق المستقر في صفحات هذا الكتاب، وفي روعة صنع هذا النظام، ورغبة في الاستجابة لخالق هذا الكون العظيم.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وآله وصحبه، ومن تبعه، وبعد:
أيها الإخوة: ركزت آيات سورة آل عمران على معوقات الإيمان والطاعة؛ من الشبهات والشهوات، وكيفية مواجهة تلك المعوقات، فالناس يضللون إما بالأفكار التي تشوش عقائدهم، أو يتيهون وسط مشاغل الحياة واتباع الشهوات والركون للدنيا؛ فتضعف عزائمهم، وبالتالي فالسورة تحث المؤمن على الثبات في المجالين، وتحذره مما قد يكون سبباً في زلته.
لذلك تقسم السورة إلى قسمين:
القسم الأول: من بداية السورة إلى منتصفها تقريباً تدعو للثبات على الحق فكرياً أمام المؤثرات الخارجية، من خلال الحديث عن أهل الكتاب والحوار معهم، وهو أول حوار بين العقائد في القرآن.
والقسم الثاني: وهو النصف الأخير من السورة تتحدث آياتها عن الثبات على الحق عملياً أمام المؤثرات الداخلية، وذلك من خلال الحديث عن غزوة أحد، كنموذج للأخطاء التي قد تقع من المؤمنين، وكيفية تفاديها.
وتخلص الآيات القرآنية في نهاية المطاف إلى الدعوة إلى التدبر والتأمل في الكون، والمسارعة إلى العمل الصالح، وترغب المؤمنين في الجنة وعد الله لمن استقام من أوليائه على طاعته.
فهلمَّ -عباد الله- إلى موائد القرآن، ننهل من آياته ما تتغذى به أرواحنا، وتسمو به نفوسنا؛ تلاوةً وتدبراً وعملاً.
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، حيث قال في كتابه الكريم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56].