البحث

عبارات مقترحة:

الحميد

(الحمد) في اللغة هو الثناء، والفرقُ بينه وبين (الشكر): أن (الحمد)...

الغفار

كلمة (غفّار) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (غَفَرَ يغْفِرُ)،...

الرزاق

كلمة (الرزاق) في اللغة صيغة مبالغة من الرزق على وزن (فعّال)، تدل...

الجميل

كلمة (الجميل) في اللغة صفة على وزن (فعيل) من الجمال وهو الحُسن، ويكون في الخَلق والفعل، واسم (الجميل) من أسماء الله الحسنى، معناه أنه تعالى متصف بجمال الذات والصفات والأفعال. وهو اسم ثابت لله تعالى بالسنة النبوية الصحيحة.

التعريف

التعريف لغة

الجميل في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الجمال، وهو الحُسن ويكون في الخلق والفعل، قال ابن فارس: «الجيم والميم واللام أصلان: أحدهما تجمع وعظم الخلق، والآخر حسن». "المقاييس" (1/481)، والمراد هنا الثاني، والفعل منه (جَمُل يجمُلُ). وقد يقال إن الجميل هنا فعيل بمعنى مُفعِل، أي: المُجمِل المُحسِن انظر "لسان العرب" (1/685) و "شأن الدعاء" للخطابي (ص102)

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على أن الله تعالى متصف بجمال الذات والصفات والأفعال، فهو ذو النور والبهجة التي ليست في شيء كما هي فيه جل جلاله، كما ورد في حديث أبي موسى الأشعري: «حجابُه النُّورُ، لو كشفه لأحرقتْ سُبُحات وجهِه ما انتهى إليه بصرُه من خلقِه». مسلم (179) وابن ماجه (195) وأحمد (19632) باختلاف يسير.

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بينهما واضحة لأن ما دلت عليه اللغة مطابق لما جاء في الاصطلاح، إلا أن الوصف الثابت لله هو على غاية الجلال والكمال وليس ذلك إلا لله تعالى.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات صفة الجمال لله تعالى.

الأدلة

السنة النبوية

الجميل في السنة النبوية
ورد اسم الله تعالى الجميل في حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي ، قال: «لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ، قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ : إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النّاس». مسلم (91). ومعنى (بطر الحق): رفْضُ الحقِّ والبعدُ عنهُ وعدم قبوله، ومعنى (غمط الناس): الاستهانة بهم واستحقارهم. وانظر "النهاية" لابن الأثير (1/135).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

الإيمان باسم الله (الجميل) يوقع في قلب العبد المؤمن محبة الله عز وجل؛ فإن القلوب مفطورة على محبة الكمال ومن قام به، والله سبحانه وتعالى له الكمال المطلق من كل وجه، فوجبت محبته بذلك. انظر "روضة المحبين" لابن القيم (ص420) نصيب العبد من هذا الاسم أن يتقرّب إلى الله سبحانه بالجمال الذي يحبه والذي هو من صفاته، ويجمع هذا كلامُ ابن القيم رحمه الله، يقول: «فيعرف الله سبحانه بالجمال الذي لا يماثله فيه شيء، ويُعبَد بالجمال الَّذِي يُحِبهُ من الأقْوال والأعمال والأخلاق، فيُحب مِن عَبده أن يجمّل لِسانه بِالصّدقِ، وقَلبه بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل، وجوارحه بِالطّاعَةِ، وبدنه بِإظْهار نعمه عَلَيْهِ فِي لِباسه، وتطهيره لَهُ من الأنجاس والأحداث والأوساخ والشعور والمكروهة والختان وتقليم الأظْفار، فيعرفه بِصِفات بالجمال ويتعرف إلَيْهِ بالأفعال والأقوال والأخلاق الجميلة، فيعرفه بالجمال الَّذِي هُوَ وصفه، ويعبده بالجمال الذي هو شَرعه ودينه».

أقوال أهل العلم

وهو الجميل على الحقيقة كيف لا*****وجمال سائر هذه الأكوان من بعض آثار الجميل فربها*****أولى وأجدر عند ذي العرفان فجماله بالذات والأوصاف والأفعا*****ل والأسماء بالبرهان لا شيء يشبه ذاته وصفاته*****سبحانه عن إفك ذي بهتان ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "النونية" (2/214)
«فالجميل الحق المطلق هو الله سبحانه وتعالى فقط؛ لأن كل ما في العالم من جمال وكمال وبهاء وحسن فهو من أنوار ذاته وآثار صفاته، وليس في الوجود موجود له الكمال المطلق الذي لا مثنوية فيه لا وجوبًا ولا إمكانًا سواه؛ ولذلك يدرك عارفه والناظر إلى جماله من البهجة والسرور واللذة والغبطة ما يستحقر معه نعيم الجنة وجمال الصورة المبصَرة، بل لا مناسبة بين جمال الصورة الظاهرة وبين جمال المعاني الباطنة المدرَكة بالبصائر». الغَزالي "المقصد الأسنى" (ص116)