البحث

عبارات مقترحة:

المؤمن

كلمة (المؤمن) في اللغة اسم فاعل من الفعل (آمَنَ) الذي بمعنى...

القريب

كلمة (قريب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فاعل) من القرب، وهو خلاف...

الودود

كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...

القدوس

كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في الأصل: الطهارة، واسم (القُدُّوس) هو من أسماء الله الحسنى، ويعني أن الله عز وجل منزَّه عن أي نقص أو عيب في ذاته وصفاته، ومطهّر عن الأدناس التي ينسبها له المشركون من الولد وغيره. وهو اسم ثابت لله في الكتاب والسنة، والعقل دالٌّ عليه.

التعريف

التعريف لغة

القُدُّوس في اللغة صيغة مبالغة من الجذر اللغوي (قدس) وهو جذرٌ تدل اشتقاقاته إجمالًا على معنيين رئيسين هما: الطهارة والنَّزاهة، والبركة. فأما الأول فقيل إنه مأخوذ من القَدَس وهو (السَّطْل) في لغة أهل الحجاز، وذلك لأنه يستعمَل في التطهُّر، فاشتقّوا منه القداسة بمعنى الطهارة والنزاهة عن الأذى الماديّ والمعنوي، ومنه قول الملائكة: ﴿وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾ [البقرة: 30]. وأما المعنى الثاني وهو البركة، ويشهد له أن المسجد الأقصى وما حوله أرضٌ مقدَّسة، بدليل قوله تعالى في قصة بني إسرائيل: ﴿ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ [المائدة: 21]، وهي أرض فلسطين، والله عز وجل يقول فيها: ﴿إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾ [الإسراء: 1]، ويقول أيضًا: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 31]، وهي بلاد الشام. انظر "اللسان" لابن منظور (5/3549) و"النهاية" لابن الأثير (5/23).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على تنزيه الله عز وجل عن كل نقص في ذاته وصفاته، وتبرئته من نسبة العيب له جلَّ وعلا، ويدل على إثبات الطهارة لله عز وجل من الأدناس والنقائص وما أضاف إليه أهل الكفر كالندِّ والولد. انظر "جامع البيان" للطبري (1/167). ولذلك يعرّفه البيهقي بقوله: «(القدوس) هو الطاهر من العيوب المنَزَّه عن الأولاد والأنداد، وهذه صفة يستحقها بذاته» "الاعتقاد" (ص54).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين المعنيين واضحة لأن ما دلت عليه اللغة يتفق مع ما في الاصطلاح، إلا أنه في حق الله عز وجل ثابت على جهة الكمال الذي لا يشوبه نقص، وليس ذلك التنزيه إلا لله عز وجل.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على التنزيه المُجمل لله عز وجل

الأدلة

القرآن الكريم

القدوس في القرآن الكريم
ورد ذكر اسم الله (القدوس) في كتاب الله عز وجل مرتين، هما: قوله تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الحشر: 23]، وقوله: ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ [الجمعة: 1]. ونرى في الموضعين أن الله قرن ذكر اسميه (الملك) و(القدوس)، ولعلّ في هذا قصدٌ إلى الاحتراس مما قد يُتَوَهَّم؛ فالملك قد يدخل عليه ذمٌّ أو منقصة، كالغرور أو الإسراف في الشهوات والملذّات وغير ذلك، فالله يعقّب بالـ (القدوس) بعد (الملك) لينفي ذلك، يقول ابن عاشور في تفسير آية الحشر: «وعقب بـ﴿القدوس﴾ وصف ﴿الملك﴾ للاحتراس؛ إشارةً إلى أنه مُنزَّه عن نقائص الملوك المعروفة من الغرور، والاسترسال في الشهوات ونحو ذلك من نقائص النفوس». "التحرير والتنوير" (28/120).

السنة النبوية

القدوس في السنة النبوية
ورد في السنة دعاءُ النبي باسم الله (القدّوس) في سجوده، كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله كان يقول في ركوعه وسجوده: «سبوح قدوس رب الملائكة والروح» مسلم (487). وكذا في حديث أُبيّ بن كعب رضي الله عنه في صلاة الوتر: كان رسول الله إذا سلّم في الوتر قال: «سبحان الملك القدوس» أخرجه أبو داود (1430)، ونحوُه حديث عبدالرحمن بن أبزى: كان يَقرأُ في الوِترِ بـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ [الأعلى: 1] و﴿قُلْ يا أَيُّها الْكافِرُونَ﴾ [الكافرون: 1] ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1]، وكان إذا سَلَّمَ قال: «سُبْحانَ المَلِكِ القُدُّوسِ» يُطَوِّلُها ثلاثًا. النسائي (1731)، وأحمد (15355) واللفظ له.

العقل

قداسة الله عز وجل ونزاهته عن العيوب والنقائص ثابتة لله تعالى بقياس الأولى؛ إذ كل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة؛ فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصبهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

للإيمان باسم الله (القدوس) آثار جليلة، منها: محبة الله عز وجل وتعظيمه وإجلاله؛ لما اتصف به من صفات الكمال والجلال، لأن النفوس مجبولة على حب وتعظيم من كثرت فيه صفات الكمال، وقلت فيه صفات النقص، فكان الله عز وجل الأجدر بصرف الحب والتعظيم إليه. أنه يلزم ممن آمن به وأدرك معناه أن ينزّه الله تعالى في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وأقواله عن كل منقصة وعيب، ومن هذا تنزيهه عن الشركاء، والأنداد، والصاحبة والولد، والتحاكم إلى شرع الله سبحانه والرضى به، والتسليم له لأن رفض التحاكم إلى شرع الله انتقاص وعدم تنزيه، لأنه إما أنه اعتبر شرع غير الله خيرًا من شرعه، أو اعتبره مساويًا له وفي كلا الحالين انتقاص من تشريع الله، وتشريك لمن سواه في تدبير شؤون خلقه وملكه.

أقوال أهل العلم

«ومن آداب من عرف هذا الاسم أن يطهّر نفسَه عن متابعة الشهوات، ومالَه عن الحرام والشبهات، ووقتَه عن دنس المخالفات، وقلبه عن كدورة الغفلات، وروحه عن المضاجعات والمساكنات، وسرّه عن الملاحظات والالتفاتات، فلا يتذلل لمخلوق بالنفس التي بها عبده ولا يعظّمَ مخلوقًا بالقلب الذي به شهده، ولا يبالي بما فقده بعدما وجده، ولا يرجع قبل الوصول إليه بعد ما قصده». القُشَيْري "شرح الأسماء" (ص77)
«هذا ومن أوصافه القدوس ذو الـتـْتَنزيه بالتعظيم للرحمن»
ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة النونية (ص210)
«فالقدوس كالسلام، ينفيان كل نقص من جميع الوجوه، ويتضمنان الكمال المطلق من جميع الوجوه، لأن النقص إذا انتفى ثبت الكمالُ كله». ابن سَعْدي "تيسير الكريم الرحمن" (5/487)