البحث

عبارات مقترحة:

الباسط

كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو...

الحفيظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...

الشكور

كلمة (شكور) في اللغة صيغة مبالغة من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

المؤمن

كلمة (المؤمن) في اللغة اسم فاعل من الفعل (آمَنَ) الذي بمعنى الأمن، وبمعنى التصديق، واسم (المؤمن) هو اسم من أسماء الله الحسنى يدل على أن الله تعالى يعطي عباده الصالحين الأمنَ من العذاب فهو يُؤمِنهم منه، وأنه تعالى يصدّق دعوة أنبيائه ورسله بما يؤيّدهم به من الآيات والمعجزات. وهو اسم ثابت لله تعالى بالقرآن والسنة، وعليه إجماع الأمة.

التعريف

التعريف لغة

لفظ (المؤمن) اسم فاعل من الفعل الثلاثي المزيد بالهمزة (آمن) وأصله: أأْمَنَ، على وزن (أفْعَلَ)، فقُلبت الهمزة الثانية ألفًا للتسهيل، والمصدر منه: الإيمان، والهمزة الأولى المزيدة فيه تفيد التعدية، كما يقال: رجَع وأرجَعَ، وكَمُلَ وأكْمَلَ، فيكون معنى (آمن): أعطى غيره الأمان، ليسكن إليه ويأْمَنَ. ويكون الإيمان بمعنى التصديق، ويكون بمعنى الأمانة، قال ابن فارس: «الهمزة والميم والنون أصلان متقاربان: أحدهما الأمانة التي هي ضد الخيانة، ومعناها سكون القلب، والآخر التصديق» "المقاييس" (1/133)

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، معناه أنه تعالى هو الذي يمنح عباده الطائعين له الأمن والأمانَ في الدنيا والآخرة، وأنه الذي يفي بما وعدهم به من خير فيهما، وأنه الذي يصدِّق دعوةَ أنبيائه ورسله بما يؤيدهم به من الحجج والبراهين والمعجزات الدالة على صدقهم، يذكر الخطابي هذه المعاني ويضيف عليها فيقول: «أحَدُها: أنه يصدق عباده وعده، ويفي بما ضمنه لهم من رزق في الدنيا، وثواب على أعمالهم الحسنة في الآخرة. والوجهُ الأخَر: أنه يصدق ظنون عباده المؤمنين، ولا يخيب آمالهم كقول النبي فيما يحكيه عن ربه جل وعز: «أنا عند ظن عبدي بي فليظن عبدي بي ما شاء. البخاري (7405) ومسلم (7507) واللفظ له. وقيل: بل المؤمن الموحد نفسه بقوله: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ﴾ [آل عمران: 18]. وقيل: بل المؤمن الذي آمن عباده المؤمنين في القيامة من عذابه. وقيل: هو الذي آمن خلقه من ظلمه». "شأن الدعاء" (ص45).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

ما جاء في اللغة موافق لما جاء في الاصطلاح غير مخالف له إلا في كون الصفة الثابتة لله تعالى ثابتة على الكمال، وليس ذلك إلا لله، لأن إيمانه لعباده لا يداخله نقص أو عجز، وإيمانه بمعنى تصديقه كذلك؛ فهو كامل الدلالة والبيان على المُصدَّق.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على صفتي: الحفظ، والتصديق لله تعالى.

الأدلة

القرآن الكريم

المؤمن في القرآن الكريم
ورد اسم الله تعالى (المؤمن) في القرآن الكريم في موضع واحد وهو قوله تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الحشر: 23] وسرد الألوسي رحمه الله في تفسيره الأقوال في معناه فقال: «قيل: المصدِّق لنفسه ولرسله عليهم السلام فيما بلغوه عنه سبحانه إما بالقول أو بخلق المعجزة، أو واهب عباده الأمن من الفزع الأكبر أو مؤمنهم منه إما بخلق الطمأنينة في قلوبهم أو بإخبارهم أن لا خوف عليهم، وقيل : مؤمن الخلق من ظلمه، وقال ثعلب : المصدق المؤمنين في أنهم آمنوا، وقال النحاس : في شهادتهم على الناس يوم القيامة ؛ وقيل : ذو الأمن من الزوال لاستحالته عليه سبحانه، وقيل : غير ذلك، وقرأ الإمام أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهم وقيل أبو جعفر المدني ﴿المؤمن ﴾ بفتح الميم على الحذف والإيصال كما في قوله تعالى : ﴿ واختار موسى قَوْمَهُ ﴾ [ الأعراف : 155] أي المؤمَن به.» "روح المعاني" (14 /256).

السنة النبوية

المؤمن في السنة النبوية
ورد اسم الله (المؤمن) في حديث أبي هريرة في أسماء الله الحسنى: «إنَّ لله تعالى تِسعةً وتِسعينَ اسمًا من أحصاها دَخَل الجَنَّةَ، فذكَرَها وَعَدَّ منها: المؤمن» وتفرد بهذه الرواية عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان وهو ضعيف الحديث عند أهل النقل. الاعتقاد للبيهقي (57)

الإجماع

اسم الله (المؤمن) ثابت بالإجماع، قال القرطبي: «وأجمعت عليه الأمة» "الأسنى" (1/237)

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

من آثار الإيمان باسم الله (المؤمن) ما يلي: · محبة الله عز وجل الذي يأمن الخائفون في كنفه، ويطمئن المؤمن بالإيمان به وعبادته وحده، فلا يخاف أحد ظلمَه سبحانه، بل إن رحمته سبقت غضبه، ورحمته وسعت كل شيء، فيتحصل له من ذلك الأمن النفسي، والسعادة القلبية، والتعلق بالله وحده، ومحبته وإجلاله، وكثرة ذكره وشكره.. "ولله الأسماء الحسنى" للجليّل (12/184). · حمل العبد على الإحسان في دنياه طلبًا لما وعد الله به عباده المحسنين، لأنه يعلم أن الله يفي بوعده ويصدّقه ولا يضيّع منه مثقال ذرة خيرًا كان أو شرًّا، فيفعل الخير ويترك الشر. · نصيب المؤمن من اسمه تعالى (المؤمن) أن يأمن الناس شرّه وعدوانه، كما قال النبي : «المسلمُ من سلم الناسُ من لسانه ويدهِ، والمؤمنُ من أمنه الناسُ على دمائهم وأموالهم» الترمذي (2627) باختلاف يسير، والنسائي (4995)، وأحمد (8918).

المظاهر في الكون والحياة

· يظهر اسم الله (المؤمن) فيما أيَّد به أنبيائه ورسله من الآيات والمعجزات، فإن كلًّا منها مظهرٌ من مظاهر إيمانه - أي تصديقه - لهم. · وإذا كان المعنى أن الله يصدّق ما وعد به عباده من الرزق الطيب فإن ظهوره يكون بتحقّق الرزق عند من توكل على الله واعتمد عليه في رزقه ومعيشته، وهذا ظاهر ومشاهد بالعيان. وهو مصداق حديث النبي : «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً» الترمذي (2344) وابن ماجة (4164) وأحمد (205).

أقوال أهل العلم

«المؤمن الذي أثنى على نفسه بصفات الكمال، وبكمال الجلال والجمال، الذي أرسل رسله وأنزل كتبه بالآيات والبراهين، وصدّق رسله بكل آية وبرهان يدل على صدقهم وصحة ما جاؤوا به». ابن سَعْدي "تيسير الكريم الرحمن" (ص947)
«المؤمن: الذي آمن أولياءه من خزي الدنيا، ووقاهم في الآخرة عذاب الهاوية، وآتاهم في الدنيا حسنة، وسيحلّهم دار المقامة في جنة عالية». الحَكَمي "معارج القبول" (1/36)
«المؤمن الذي لا إله بالتحقيق والثبوت غيره، فمن آمن به أَمِن واستوفى عهده وأجره، ومن لم يؤمن به لا ذمة له ولا عهد له، وهو الذي ينصر رسله، ومن دعا إلى الله وعمل صالحًا، ويؤمن على دعائهم، ودعوتهم ويثبتهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وذكره يورث الإيمان وعدمَ الخوف مما سوى الله» القُشَيْري "شرح الأسماء" (ص82)