البحث

عبارات مقترحة:

المبين

كلمة (المُبِين) في اللغة اسمُ فاعل من الفعل (أبان)، ومعناه:...

القادر

كلمة (القادر) في اللغة اسم فاعل من القدرة، أو من التقدير، واسم...

الباسط

كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو ضد البسط، واسم (الباسط) من أسماء الله الحسنى، يدل على إثبات صفة البسط له سبحانه، ويأتي مقترنًا مع اسمه تعالى (القابض) ليدلّا معًا على كمال حكمة الله عز وجل وتدبيره.

التعريف

التعريف لغة

(الباسط) في اللغة اسم فاعل من الفعل (بَسَطَ يَبْسُطُ) وبسطُ الشيء: نشرُه، ويلفظ بالصاد أيضًا (بصَطَ) انظر "الصحاح" للجوهري (3/1116)، والبسط نقيض القبض، والانقباض عكس الانبساط، والبسط عندما يستعمل لليد يكون على معانٍ، ذكرها الراغب فقال: «وبسط الكف يستعمل تارة للطلب نحو: ﴿كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ﴾ [الرعد: 14]، وتارة للأخذ، نحو: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ﴾ [الأنعام: 93]، وتارة للصولة والضرب، قال تعالى: ﴿وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ﴾ [الممتحنة: 2]، وتارة للبذل والإعطاء: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾ [المائدة: 64]». "المفردات" (ص123)، والمعنى الثابت لله تعالى هو الأخير، وانظر للاستزادة "اللسان" لابن منظور (1/282).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله تعالى يدل على صفة البسط الثابتة لله تعالى، وبسطه تعالى هو تدبيره وتصرفه الكامل بخلقه، وهذا البسط يكون للأرزاق وللقلوب وللرحمات، والمقصود بالرزق جميعُ أصنافه، من مال وولد وصحة وجاهٍ وأمنٍ وعلمٍ وغير ذلك. وهو بسط يتفق مع كرم الله عز وجل، ويأتي على مقتضى العدل منه سبحانه. انظر للاستزادة "توضيح الكافية الشافية" للشيخ السعدي (ص131). ولا بد في هذا الاسم من الاقتران مع اسمه تعالى (القابض) إذ لا يتم معنى الكمال المقصود إلا بذكرهما معًا، وذكر ذلك جمع من العلماء، قال أبو سليمان الخطابي: «قد يحسُن في مثل هذين الاسمين أن يقرن أحدهما في الذكر بالآخر، وأن يوصل به فيكون ذلك أنبأ عن القدرة، وأدَلَّ على الحكمة، كقوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة: 245]. وإذا ذكرت القابض مفردًا عن الباسط كنت كأنك قد قصرت بالصفة على المنع والحرمان، وإذا أوصلت أحدهما بالآخر فقد جمعت بين الصفتين مُنبئًا عن وجه الحكمة فيهما فالقابض الباسط هو الذي يوسّع الرزق ويُقتِّره، ويبسطه بجوده ورحمته، ويقبضه بحكمته على النظر لعبده كقوله: ﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ﴾ [الشورى: 27] فإذا زاده لم يزده سرفًا وخرقًا، وإذا نَقَصَه لم يَنْقُصْه عُدْمًا ولا بخلًا». "شأن الدعاء" (ص57).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

الاصطلاح موافق للاستعمال العربي الفصيح، ولا خلاف بين المعنيين، إلا أن المعنى الاصطلاحي ثابت لله عز وجل على ما يليق به جل جلاله، دون تشبيه ولا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات صفة البسط لله تعالى.

الأدلة

السنة النبوية

الباسط في السنة النبوية
جاء اسم الله تعالى (الباسط) في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه حيث قال: غلا السعرُ في المدينة على عهدِ النبي فقال الناس: يا رسولَ الله، غلا السعرُ فسَعِّرْ لنا، فقال: «إنَّ الله هو المسَعِّر القابضُ الباسط الرازق، وإني لأرجو أن ألقى الله عزَّ وجلَّ ولا يطلبُني أحدٌ بمظلمةٍ في دمٍ ولا مال» أبو داود (3451) والترمذي (1314) وابن ماجه (2200)، وأحمد (14057) باختلاف يسير.

الإجماع

اسم الله تعالى (الباسط) ثابت بالإجماع، قال القرطبي في كلامه عن اسمي (القابض والباسط): «وأجمعت عليهما الأمة» "الأسنى" (1/358). ونقل ابن العربي الإجماع على صفتي القبض والبسط اللتين يدل عليهما اسما (القابض والباسط)، قال: «وأجمعت الأمة على أنه يقبِض ويبسُط» "الأمد الأقصى" (ص416).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

من آثار الإيمان باسمه تعالى (الباسط) ما يأتي: · تحقيق التوكل على الله عز وجل بتمامه، وذلك عندما يكتمل الإيمان باسم الله (القابض) بقَرنِه بالإيمان باسمه (الباسط) فالذي يؤمن بهذين الاسمين مقترنين يعلم أن لا قابض ولا باسط إلا الله، ولا باسط لما قبض ولا قابض لما بسط، فيتعلق قلبه بالله لا بالأسباب، ويستعين به ويستكين إليه وحده. · الرضا بقسمة الله تعالى من رزق وغيره، سواء كان قبضًا أو بسطًا، لأن حكمة الله عز وجل في خلقه وأمره هي التي اقتضته، وهو جل جلاله لا يفعل ما يفعل من قبض وبسط، وإعسار وإيسار، وتضييق وتوسيع إنما هو عن تمام حكمة وخبرة وتدبير، فلله الحمد. انظر للاستزادة "ولله الأسماء الحسنى" للجليّل (12/602).

المظاهر في الكون والحياة

إن هذا الاسم يتعلق بالأرواح والأرزاق، فكل ما يجري فيها من ذهاب وبقاء، وقلة وكثرة، وإيسار وإعسار، هو من آثار اسمه تعالى (الباسط) واسمه (القابض)، وهو حسن تدبير الله عز وجل في خلقه، قال ابن الحصّار: «وهذان الاسمان يختصان بمصالح الدنيا والآخرة، وذلك يتضمن قوام الخلق باللطف والخبرة، وحسنَ التدبير والتقدير، والعلمَ بمصالح العباد في الجملة والتفاصيل، وبحسب ذلك يرسل الله الرياح، ويسخر السحاب فيمطر بلدًا ويمنع غيرَه، ويُقلُّ ويُكثِر، وكذلك يصرف جملة العوالم لجملة العالمين». "النهج الأسمى" للنجدي (2/129)

أقوال أهل العلم

«وصف نفسه ببسط اليدين، فقال: ﴿وقالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أيْدِيهِمْ ولُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشاء﴾ [المائدة: 64] ، ووصف بعض خلقه ببسط اليد، في قوله: ﴿ولاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ ولاَ تَبْسُطْها كُلَّ البَسْطِ﴾ [الإسراء: 29]، وليس اليد كاليد، ولا البسط كالبسط، وإذا كان المراد بالبسط الإعطاء والجود فليس إعطاء الله كإعطاء خلقه، ولا جوده كجودهم» ابن تَيْمِيَّة "التدمرية" (ص29)
«هو قابضٌ، هو باسطٌ، هو خافضٌهو رافعٌ بالعدلِ والميزانِ»
ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة النونية (2 /236)
«فيجب على كل مكلف أن يعتقد أن لا قابض ولا باسط إلا الله سبحانه، هو الذي يقبض الجميع ويبسطه، وهو الذي يبسط القلوب والألسنة والأيدي وسائر الأسباب، فإن كنت مبسوط القلب بالمعارف والحقيقة والعلوم الدينية، فابسط بساطك وابسط وجهك، واجلس للناس حتى يقتبسوا من ذلك النبراس، وإن كنت ذا بسط في الجسم فابسطه في العبادة التي تفضي بك إلى السعادة، وفي الصَّولة على الأعداء بما خولت من المنة والشدة، وإن كنت ذا بسط في المال فابسط يدك بالعطاء، وأزل ما على مالك من الغطاء ولا توكِ فَيوكي الله عليك، ولا تحصِ فيحصي الله عليك». القُرْطُبي "الأسنى" (1/363)