البحث

عبارات مقترحة:

الرحيم

كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...

القوي

كلمة (قوي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من القرب، وهو خلاف...

الحافظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...

المحسن

كلمة (المحسن) في اللغة اسم فاعل من الإحسان، وهو إما بمعنى إحسان الفعل كما يقال: أحسن الرجل عملَه، أو الإحسان إلى الغير مثل: أحسن الرجل إلى صاحبه، واسم الله تعالى المحسن من أسمائه الحسنى معناه أن الله عز وجل ذو الفضل والإنعام والإكرام المطلق على خلقه.

التعريف

التعريف لغة

(المحسن) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أحْسَنَ يُحسِنُ)، وهو من الإحسان، ومعناه على وجهين: الأول: الإنعام على الغير، كما يقال: أحسن فلانٌ إلى فلان. والثاني: الإحسان في الفعل، كما يقال: أحسن الرجلُ عملَه. والإحسان فوق العدل، ذلك أن العدل هو أن يعطي الرجل ما عليه ويأخذ ما له، والإحسان أن يعطي أكثر مما عليه ويأخذ أقل مما له، فالإحسان زائد على العدل، فتحرّي العدل واجب، وتحرّي الإحسان ندبٌ وتطوُّع. انظر "المفردات" للراغب الأصبهاني (ص236).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله تعالى يدل على صفة الإحسان الثابتة لله عز وجل، فهو ذو الفضل على خلقه، ولا يخرج مخلوق في الوجود عن كونه متعرِّضًا لإحسان ربه، وهو المنعم والمكرم، والإحسان وصفٌ لازم له، فيكون من صفاته الذاتية، وهو مما يتعدّى إلى الخلق، فيكون من الصفات الفعلية كالخلق ونحوه. وانظر للاستزادة "الأسنى" للقرطبي (1/259)

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بينهما المطابقة لأن المعنى الثابت في الشرع هو ذاته الثابت في أصل اللغة بلا اختلاف ، إلا أنه لله تعالى ثابت على وجه الكمال وليس ذلك إلا له سبحانه.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل هذا الاسم على إثبات صفة الإحسان لله تعالى

الأدلة

السنة النبوية

المحسن في السنة النبوية
ورد اسم الله تعالى (المحسن) في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله : «إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قتلتم فأحسنوا؛ فإن الله مُحْسِنٌ يحب الإحسان». ابن عدي في "الكامل" (6/‏2145)، وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" (2/‏113)، والطبراني في «الأوسط» (2552- مجمع البحرين). ونحوه حديث شداد بن أوس رضي الله عنه، قال: حفظت من رسول الله اثنتين، أنه قال: «إن الله عز وجل مُحْسِنٌ يحب الإحسان، فإذا قتلتم؛ فأحسنوا القتلة» عبد الرزاق في "المصنف" (8603) والطبراني في "المعجم الكبير" (7121).

العقل

اسم الله (المحسن) ثابت لله جل وعلا بقياس الأولى؛ فالإحسان الذي يدل عليه اسم المحسن صفة كمال، وخلافه صفة نقص، ومن المعلوم أن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصفهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

الإيمان باسم الله تعالى (المحسن) يورث آثارًا جليلة في النفس والسلوك، منها: · حب الله عز وجل محبةً تقتضي شكره وحمده على الوجه الذي يرضيه، وهو ما رتَّب الله عليه مزيدًا من النعم كما قال سبحانه: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7]. يقول ابن القيم: «ولمَّا كانت عبادتُه تعالى تابعةً لمحبته وإجلاله، وكانت المحبةُ نوعين: محبةً تنشأ عن الإنعام والإحسان، فتُوجِبُ شكرًا وعبوديَّةً بحسب كمالها ونقصانها، ومحبةً تنشأ عن جمال المحبوب وكماله، فتُوجِبُ عبوديَّةً وطاعةً أكمَل من الأولى = كان الباعثُ على الطاعة والعبوديَّة لا يخرُج عن هذين النَّوعين». "مفتاح دار السعادة" (2/1084). · ومن آمن باسم الله (المحسن) وأدرك مدلوله من إحسان الله عليه وإنعامه وتفضّله عليه حضر في قلبه وجوب مقابلة هذا الإحسان بالإحسان، كما قال سبحانه: ﴿هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ﴾ [الرحمن: 60]، ومِن أجمَعِ ما يساعد العبد أن يتمثل هذا الأثر قوله تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: 177].

المظاهر في الكون والحياة

مظاهر اسم الله (المحسن) كثيرة عظيمة، تستعصي على التغطية والإنكار، ولو أراد الإنسان أن يتأمل إحسان الله عليه، لما وسعه ذلك عمرَه كله، كما قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النحل: 18]، فالله منَّ على الإنسان بالخلق والإيجاد من عَدَم، وبالرزق والإمداد من عُدْم، وبالإبانة والهداية بالقِيَم، قسم له من الصحة والمال والجاه والأولاد والأنصار ما يمتنع أن يُحصَر، ويشترك في ذلك المؤمن والكافر والبَرُّ والفاجر، ويزيد على ذلك خصوص إحسانه وبرّه سبحانه لأوليائه المقرَّبين. ومِن برّه جل وعلا أنه سبحانه يُمهل المذنب ولا يُهمله، ويُنظِر العاصي أن يتوب مع أنه قادرٌ أن يأخذه بعصيانه في اللحظة، كما قال تعالى: ﴿لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ﴾ [الكهف: 58]، يقول ابن القيم في كلامه عن أسرار التوبة: «ومنها: أن يعرف برّه سبحانه في سَتره عليه حال ارتكاب المعصية، مع كمال رؤيته له، ولو شاء لَفَضحه بين خلقه فحَذِرُوه، وهذا من كمال برّه، ومن أسمائه البَرّ، وهذا البِرُّ من سيده كان به مع كمال غناه عنه، وكمال فقر العبد إليه، فيشتغل بمطالعة هذه المنة، ومشاهدة هذا البر والإحسان والكرم؛ فيذهل عن ذكر خطيئته؛ فيبقى مع الله سبحانه، وذلك أنفع له من الاشتغال بجنايته، وشهود ذل معصيته، فإن الاشتغال بالله والغفلة عما سواه هو المطلب الأعلى والمقصِد الأسنى. ولا يوجب هذا نسيان الخطيئة مطلقًا، بل في هذه الحال، فإذا فقدها فليرجع إلى مطالعة الخطيئة، وذكر الجناية، ولكل وقت ومقام عبودية تليق به» "المدارج" (1/206).

أقوال أهل العلم

«المحسن جل جلاله وتقدست أسماؤه، لم يرد في القرآن اسمًا وإنما ورد فعلًا فقال: ﴿وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ﴾ [يوسف: 100] ومعناه راجعٌ إلى معنى المُفضِل وذي الفضل، والمنّان والوهّاب» القُرْطُبي "الأسنى" (2/512)
«والبِر في أوصافه سبحانه*****هو كثرة الخيرات والإحسان صدرت عن البَرِّ الذي هو وصفه*****فالبِرُّ حينئذ له نوعان وصفٌ وفعل فهو بَرٌّ مُحسِن*****مَولى الجميلِ ودائم الإحسان» ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "النونية" (4/181)
«إن الله تعالى مُحسِنٌ، أي: الإحسان له وصف لازم لا يخلو موجود عن إحسانه طرفةَعين، فلا بد لكل مُكَوَّن من إحسانه إليه بنعمة الإيجاد ونعمة الإمداد». المُنَاوِي "فيض القدير" (2/264)